الحلقة الرابعة عشر : متعة الصيد


رقم الحلقة : الرابعة عشر
أسم الحلقة : متعة الصيد
بطل الحلقة : اسعد حسانين (الله يرحمه)
زمن الحلقة : ١٩٩٧ الي ٢٠٠٤
.
قد كان أبي شغوف بالصيد يعشقه حد الجنون فقد كان يجد متعته الوحيدة في الصيد والتي لا تضاهيها متعة أخرى وكان جميع من يرغبون الصيد يأتون اليه ليذهبوا معه ولو رحلة واحده  ولا أعلم لماذا يفعلون هذا ولكنه كان صياد ماهر ولديه صبرٌ يجعله يجلس على شط النهر ويضع سنارته في الماء لساعات وساعات حتى لو لم يصيد سمكة واحده وقد كنت انا رفيقه الوحيد في تلك السبع سنوات التي ذكرتها في زمن الحلقة وساكتب لكم اليوم بعض المواقف التي لازلت اتزكرها الي الان.
الموقف الأول
كنا نذهب إلى (ترعة السلام) لكي نصطاد منها و كل مره نصل فيها الي الترعة الكبيرة الممتلئة بالاسماك من وجه نظري أجد ان ابي يبحث عن ترعة صغيرة متفرعة من ترعة السلام لكي نصطاد فيها وكلما سألته لماذا نصطاد في الترعة الصغيرة ونترك الكبيره يخبرني بأن الكبيرة لا يوجد بها أسماك 😂 ولكن في مرة من المرات قررت انني لن اصطاد في الصغيرة فذهبنا الي مكان فيه ترعة موازية لترعة السلام جلس هو يصطاد من الصغيره وانا اصطاد من الكبيرة ونرى بعضنا ولكنني لم اصطاد شئ لمدة ساعتين وكلما نظرت اليه أجده كلما ينزل سنارته الي الماء يرفعها بعد لحظات قليلة وبها أسماك وانا جالس لم تهتز سنارتي ولو مرة واحده 😂 فذهبت اليه مكسور الجناحين اقول له مازحاً (متشوفلنا ترعة أصغر من دي عشان نصطاد منها) فضحك وقال لي ( أن شاء الله بكره هوديك ترعه أصغر من دي وفيها سمك اكتر من دي) وقد كان وفي اليوم الثاني اخذني الي ترعة صغيرة عرضها لا يتجاوز متران وانا غاضبا من هذه الترعه وهي أيضا بجوار ترعة السلام ولكنني لم استطيع الإفصاح عن غضبي لما قد فعلته بالأمس وبعد أن جلسنا نصطاد من هذه الترعة كلٌ منا في مكان ولكننا نرى بعض ومع اول اهتزاز في سنارتي رفعتها وعالقٌ بها سمكة بلطيه وهي اكبر سمكة اصطادتها في حياتي فكان وزنها اكثر من كيلو جرام.
الموقف الثاني
بينما نحن على محطة قطار قريتنا الصغيرة ننتظر قطار الثانية ظهرا لكي نذهب إلى مدينة المطرية وبجوارنا احد الاصدقاء وهو جارنا العزيز السيد جاد (السيد العجيري) وبدأ بالحديث مع والدي ثم اخبرنا انه ذاهب إلى مدينة المطرية للصيد أيضا ولكنه كان لا يحمل اي ادوات للصيد ثم سكت كليهما عن الكلام ولكن الفضول كان يقتلوني فطرحت سؤالا على السيد (انت ازاي رايح تصطاد وممعكش سناره ولا مرجونه زينا) فضحك وقال لي انا بصطاد بطريقة جديده وهذا جعل الفضول يزيد ويزيد داخلي عن هذه الطريقة التي يصطاد بها وما ان قال لأبي (متيجي معايا ياعم اسعد) فتشبست بهذه الجمله وضغط على أبي ان نذهب معه وبعد رفض ابي الذي قابله إسرار مني فقد اقتنع ابي ان نذهب معه وبعد أن وصلنا إلى مدينة المطرية أخبرنا السيد اننا لن نصطاد من النهر ولكن سوف نصطاد من الأراضي الزراعية المجاورة للنهر مما جعلني اقول له (هو فيه سمك في الأراضي الزراعيه) فقال لي دلوقتي تشوف السمك وتعمقنا داخل الأراضي الزراعية المزروعة بالارز وكنا في نهاية موسم الأرز (الحصاد) وجميع الأراضي يابسه لا يوجد بها قطرة ماء واحدة ولكن كان يوجد بين كل قطعتين زراعيتين منخفض يسمى (زاروق) هذه الزواريق كان يوجد بها قطرات قليلة جدا من الماء والاسماك موجودة وظاهرة تسطيع الإمساك بها دون عناء ونزل السيد ومعه ابي الي هذه الزواريق ويضعون ايديهم في الماء ويرفعونها مليئة بالاسماك يضعونها على حافة الزاروق وانا اجمع هذه الاسماك داخل الحقيبة (المرجونه) ومن كثرة السمك فقد كنت اجمع السمك الكبير فقط واترك الصغير وفي اقل من نصف ساعة امتلأت المرجونتات الخاصتان بي انا وابي وجمع السيد نصف شيكارة من الاسماك وبعدها عدنا الي َمحطة القطار لنعود الي قريتنا مرة ثانيه وانا سعيد جدا فهذه اول مرة نحصل على هذه الكمية من الأسماك في فترة قصيرة جدا وفي اليوم التالي وفي نفس ميعاد الصيد وجدت ابي يجمع أدوات الصيد ويحمل السنانير لكي نذهب إلى الصيد وانا اسأله في ذهول لماذا تحمل السنانير اذا كنا لن نستخدمها ولكنه لم يجيب على سؤالي حتى إذا وصلنا إلى المطريه فوجدته ذاهب إلى النهر وليس الي الأراضي الزراعية الممتلئة بالاسماك ورغم صغر سني وقتها الا انني أدركت ماذا يفعل ابي وانه يهتم بالصيد اكثر من جمع السمك وانه يأتي الي الصيد من أجل المتعه والمتعة فقط.
.
كل انسان على وجه الأرض لديه هواية خاصة يجد متعته عند ممارستها وقد كان صيد الأسماك متعة والدي الوحيدة والابدية الذي يجد فيها نفسه وله في هذا المجال صولات وجولات عديدة لو تفرغت للكتابة عنها فلن يكفيني الف كتاب.
.
رحمك الله يا ابتي واسكنك فسيح جنانه
.
اذا اعجبتك القصة فلا تبخل بالتفاعل
.
ادعمونا لكي نستمر

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحلقة السابعة : زكاء اب

الحلقة الأولى : ليالي رمضان

الحلقة الثالثة عشر : كذب المنجمون ولو صدقوا