الحلقة الخامسة عشر : ليلة سقوط بغداد


رقم الحلقة : الخامسة عشر
أسم الحلقة : ليلة سقوط بغداد
بطل الحلقة : الاستاذ ابراهيم مقبل والأستاذ فكري
زمن الحلقة : أبريل ٢٠٠٣
.
تبدا قصة اليوم داخل احد فصول المدرسة الاعدادية بميت خضير وبينما انا مازلت تلميذا في الصف الخامس الابتدائي الا اني قد قضيت هذه السنه في المدرسه الاعدادية كفترة ثانية بعد أن تم هدم المدرسة الابتدائية وقد كنت من المحظوظين الذين تتلمذوا على يد افضل مدرس للغة العربية في تاريخ القرية وهو الاستاذ ابراهيم مقبل رحمة الله عليه واسكنه الله فسيح جناته والذي مازلت احفظ قواعد النحو التي كان يلقيها علينا الي يومنا هذا
وفي يوم من الايام الذي يعد من اسوء الايام على الأمة الإسلامية والعربية وهو اليوم الذي تلي ليلة سقوت بغداد واتذكر ذلك المشهد كأنه لم يمر عليه إلا يوم او يومين دخلا علينا الفصل الاستاذ ابراهيم وتملأ ملامح وجهه حزن شديد وخيبة أمل  لم أرها عليه من قبل ولكني كنت طفلا لا ادري ما الذي جعله بهذا الحزن وماذا أصابه ومع اني كنت قد سمعت عن سقوط بغداد الا اني لم يخطر ببالي ان يكون كل هذا الحزن بسب هذا الخبر التافه الذي قطع مسلسل الثامنه لتاتي على الشاشة كلمة اهم الانباء وبعدها يقول المذيع قد سقطت بغداد في يد الامريكان  وماذا يعني سقوط بغداد ولكنه ورغم كل هذا الحزن بدا في شرح المنهج ولم تمر الا دقائق قليلة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة واذا بالباب يطرق ويدخل علينا الاستاذ فكري موجه اللغة العربية ووالد الاستاذ محمد فكري مدرس اللغة العربية الذي كان علينا في المرحله الاعدادية وبعد دخول الاستاذ فكري الي الفصل والذي كنت دائما ما أرى ابتسامة لم تفارق وجهه في المرات التي زارنا فيها سابقا  وكان دائما قبل أن يبدأ الحديث عن المنهج يتحدث معنا في اي أمور حياتيه بأسلوب مرح لكي يجعلنا نتغلب على خوفنا منه بصفته موجه المادة الذي يأتي بدوره ليفتش علينا ولكنه في هذه الزيارة كان هو الاخير أيضا تملأ وجهه احزانا اكثر من التي كانت على وجه الاستاذ ابراهيم وبعدها جلس وقال للأستاذ ابراهيم تابع شرح ما كنت قد بدأت فيه وهو امر غير معهود عنه حيث انه كان من لحظة دخوله الي ان يغادر الفصل يتحدث معنا في كل شئ ولكن هذه المرة تختلف ويوجد شئ غريب لا نعلمه وبعدها بدا الاستاذ ابراهيم في الشرح وقد انتقل الحزن المرسوم على وجهه الي نبرات صوته التي أصبحت حزينه ثم قام الاستاذ فكري مقاطعا له وبدأ هو بالحديث وقال مجموعة من الكلمات لم أفهم منها شئ قط في وقتها ولكنها ظلت راسخة في عقلي وبدأ يحدثنا عن بغداد وعظمة بغداد التاريخيه وبعدها قال ان الامريكان لم يدخلوا بغداد من أجل القضاء على صدام او على اي شخص غيره بل دخولها ليطمسوا هويتها العربية ويجعلوها بلا علم ولا علماء ويضعوها على الهاوية في مهب الرياح وبعد أعوام قليله ستضيع بغداد ومن بعد ذلك ستسقط مدن عديده غير بغداد وبعدها قال لنا نحن أمة عربية هويتها هي لغتها فلا تضيعوها ابدا وتعلموها واتقنوها لأنفسكم لا لشئ اخر لعله يأتي عليكم وقت تكونوا في أشد الحاجه إليها وهذه هي فرصتكم الأخيرة فلا تضيعوها من أيديكم.
وهذا ما رأيته بعيني في بغداد فاهلها يتحدثون العربية بصعوبة بل يدخلون كلمات كثيره ليست عربيه في لهجتهم وقد كنت اتحدث مع الواحد فيهم واجد صعوبه شديده في فهم ما يقول ومع انه يتحدث العربية الا اني لم أفهم ماذا يقول حتى بدأت افهم معنى الكلام بالتدريج وهنا أيضا تجد طلاب جامعيون لا يعرفون قواعد اللغة العربية وعلى النقيض يتحدثون اللغة التركيه والايرانية والكردية بطلاقة.
.
اللغة العربية هي اللغة الوحيدة التي ينسب إليها ناطقيها حيث ان اي مكان يتحدث سكانه باللغة العربية يطلق على المكان وعلى سكانه لقب عربي وهذا ما لا تجده في باقي اللغات فهناك أماكن كثيره يتحدث سكانها الانجليزيه ولا يطلق عليهم انجليز وغيرهم يتحدثون الفرنسية ولا يطلق عليهم فرنسيين وهكذا.

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحلقة السابعة : زكاء اب

الحلقة الأولى : ليالي رمضان

الحلقة الثالثة عشر : كذب المنجمون ولو صدقوا