الحلقة السادسة عشر : منتخب الرجال


رقم الحلقة : السادسة عشر
أسم الحلقة : منتخب الرجال
بطل الحلقة : امي
زمن الحلقة : فبراير ٢٠٠٨
.
لقد كنت مراهقا عاشقا للساحرة المستديرة أجد فيها متعتي أثناء ممارستي لها او حتى الاكتفاء بمشاهدة المباريات فقد كنت  متابعا لكل المحافل الكروية الدولية منها والمحلية وكنت احفظ اسماء اللاعبين وترتيب الأندية في الدوري الألماني والانجليزي والاسباني واتابع معظم المباريات وبرغم انني حينها كنت في الثانوية العامة الا انني لم اعير الثانوية اهتمام ولو جزء واحد من المائة جزء التي كنت اعيرها لكرة القدم وجائت بطولة امم أفريقيا ٢٠٠٨ وظهر منتخب مصر بشكل رائع في الأدوار الأولى الا انه لم يكن الاقوى في البطوله فقد كان في هذه البطوله ثلاثة منتخبات أقوى من المنتخب المصري وهم الكاميرون وغانا وساحل العاج والذي كان يعد اقواهم لوجود به مجموعة لاعبيين مميزين على رأسهم المهاجم (دروجبا) ولسوء الحظ صعد الثلاث منتخبات الي جانب منتخبنا في المربع الذهبي ومن سئ لاسوء تصادمنا في مباراة نصف النهائي مع الافيال (ساحل العاج) وهذا الأمر جعل المصريين يفقدون الأمل في الصعود للمباره النهائيه ولكن الأمر معي كان أصعب وأصعب من ان يتخيله بشر فقد كنت اعشق هذا المنتخب الي درجة الجنون ولا اتخيل ان يهزم ولا يستطيع عقلي ان يتقبل هذا الأمر ويعد هذا اليوم من أصعب الايام التي مرت علي عقلي فكاد ان ينفجر من الخوف والتفكير كلما اقترب موعد المباراة وسوف اقص عليكم تفاصيل هذا اليوم من بدايته الي موعد نهاية المباراه.
في هذا اليوم كنت أعمل مع احد الأقارب في عمل ما وبدأ هذا العمل بعد أذان الفجر مباشرة وانتهى قبل أذان الظهر بوقت قليل وبينما نحن في العمل لم تفارقني صورة المباراة واتخيل اننا سوف نهزم ونتيجة كبيرة حيث أن اخر مباراه جمعت بيننا وبين الافيال كانت نهائي بطولة ٢٠٠٦ والتي انتهت بفوزنا عليهم وحصولنا على الكأس وهذا الأمر سيجعلهم يقتصون منا في مباراة اليوم  وبعد أن انتهى العمل ذهبت إلى المنزل لكي انام ومع اني كنت منهك من العمل ولكني لم استطيع النوم من كثرة التفكير وبعدها فتحت التلفاز وجلست أمامه الي بعد العصر وبعدها ذهبت إلى ملعب القرية وكانت تقام مباراة بين فريقين فجلست اشاهدها وسط مجموعة من شباب القرية وكان معنا في هذا المجلس فيلسوف التحليل بتاع القرية او ما يطلق عليه جوهري القرية (محمد الصاوى) وهذا من أكثر المتابعين شغف لكرة القدم ثم دار حديث بين جميع الحاضرين وانتهى هذا الحديث بجملة قالها الصاوي (يابني انت وهو لازم تبقوا عارفين ان ماتش انهارده هيكون اخر ماتش لينا في البطوله) ومع العلم اننا حتى لو خسرنا هذه المباراة سوف نلعب مباراة أخرى على المركز الثالث والرابع الا ان هذه الجمله قتلت اي بصيص امل موجود لدي مما جعلني أعود إلى البيت لكي انام واخبرت والدتي ان تيقظني من نومي عند بداية المباراة وبالفعل دخلت للنوم في غرفة والدي وكان يوجد بها تلفزيون صغيرا (١٤ بوصة) بجانب السرير ثم دخلت في نوم عميق والذي افكر فيه طوال يومي أتاني في منامي ورأيت منتخب الافيال يكتسح الملعب على هيئة افيال حقيقية تخيف لاعبينا وبدأو في احراز الأهداف وبينما انا غارق في نومي فقد كان هنالك عالم موازي خارج نطاق نومي وبدأت المباراة الحقيقية بالفعل ولكن لم تفيقني والدتي لأنها تعلم أن مشاهدة المباريات تجعلني افقد اعصابي وخاصة إذا كان فريقي منهزم وهذا الأمر كان يحدث كثيرا عند مشاهدتنا مباريات الزمالك سويا 😂 وكان الزمالك في هذه الفترة لا بأس عليه يهزم اكثر مما يفوز وهذا الأمر جعل والدتي لا تيقظني من نومي ولكنها جائت الي الغرفة وفتحت التلفزيون الصغير وجلست بجواري وانا نائما وكان معها احد خالتي تتحدث معها وبدأت المباره وهي تتابعها على التلفاز وفي لحظة ما بدأت تهز جسدي سريعا لتيقظني وبينما انا افتح عينيا تدريجيا لأرى السعادة ترتسم على وجهها واسمع خالتي تقول لها ( سيبي الواد نايم بتصحيه ليه) ولكنها تهزني بقوة وسعادة وتقول لي (اصحى احمد فتحي جاب جون) وهذه الجمله جعلتني افيق في لمح البصر وانتقلت السعادة المرسومة على وجه امي الي وجهي سريعا وانا أرى إعادة الهدف وبينما انا ووالدتي في سعادة بالغة نتابع المباراة واذا بخالتي تنظر إلينا في دهشة وتقول (يخيبك مره انتي مصحيه الولا عشان يتفرج علي الكوره) ونحن نضحك ولا نعيرها انتباهنا اصلا فتركتنا وخرجت وبعدها جلسنا نتابع المباراة سويا ونرى الأهداف المصرية تتوالى وانتهت هذه المباراة بنتيجة ٤/١ لصالح منتخبنا وهكذا انتهى اليوم نهاية سعيدة.
.
لقد كانت ومازالت امي حبيبتي واختي وصديقتي ورفيقتي يجمعنا تفكير واحد وعقل واحد ولا يوجد على هذه الأرض من يفهمني من نظرة عيني الا هي وانا ايضا افهمها دون أن تتحدث تربطنا علاقة أبدية لا أري هذه العلاقة بينها وبين احد غيري حتى اخوتي فقد اختصتني انا بها.
.
ربنا يطول في عمرها ويعطيها الصحة ويبارك فيها وفي عمرها

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحلقة السابعة : زكاء اب

الحلقة الأولى : ليالي رمضان

الحلقة الثالثة عشر : كذب المنجمون ولو صدقوا